أثارت الممثلة المصرية شيماء سيف حفيظة السوادنيين والمصريين على حد سواء على إثر حلقة برنامج “الشقلباظ” التي عرضت قبل أيام على إحدى القنوات المصرية.
ولطالما أعرب الكثير من الممثلين السودانيين عن انزعاجهم من الصورة التي رسمتها لهم الدراما والبرامج العربية، إذ عادة ما تنمطهم في قالب الشخص البسيط الذي يميل للكسل والخمول.
فقد أطلت الممثلة المصرية شيماء سيف في إحدى حلقات البرنامج وقد صبغت وجهها بالأسود لتتقمص دور امرأة سمراء بطريقة اعتبرها كثيرون “مسيئة للمرأة السودانية والنوبية”.
نطالب بإيقاف برنامج #الشقلباظ نسبتاً لما يحمله من قلة أدب ومسخره على الشعب السوداني .
— إبراهيم بن الباديه (@HeeMA_Sotc) May 10, 2019
ازعلو جد جد بعد ده اعتذار زاتو م اعتذرت ليكم
😂😂#شيماء_سيف pic.twitter.com/AZ4eyV6jbn— نجمه السهره 🎆 (@hajersheren) May 11, 2019
صورة الـ”بلاك فيس”
وجسدت شيماء دور سيدة تسرق هاتفا جوالا من راكبة، الأمر الذي حدا بسودانيين إلى إطلاق هاشتاغات تطالب بإيقاف البرنامج.
وتداول نشطاء اعتذارا نسبوه إلى صفحة على فيسبوك تحمل اسم شيماء سيف، غير أن الفنانة نفت ذلك مشيرة إلى أنها لا تمتلك سوى حساب واحد على انستغرام.
ولا يرى محبو الفنانة أي مبرر للاعتذار عن المشهد، كحال هذه المغردة التي رأت أن “تناول الممثلة للشخصية كان فى إطار كوميدى فقط “مضيفة بأن “معدي البرنامج لم يربطوا المشهد بالسودان بأي شكل”.
على النقيض، استنكر نشطاء تصوير المرأة السمراء بتلك الطريقة “السطحية التي تروج للعنصرية”، على حد قولهم.
ورأى نشطاء أن مشهد شيماء سيف خرج من سياقه الدرامي وعمق الصورة النمطية لذوي البشرة السمراء بعد أن استدعى أسلوب الـ”بلاك فيس” الذي كان سائدا خلال القرن 19.
وقد دأب الممثلون البيض في تلك الفترة على ارتداء أقنعة سوداء أو طلاء وجوههم لتقديم عروض كوميدية يسخرون فيها من الأفارقة المستعبدين.
“صراحة قمة السخف و الاستخفاف تلوين الوجه بالأسود وحده دليل عنصرية” هكذا علقت المدونة السودانية منى عوض على المشهد.
وتابعت في تعليق آخر “فى العالم المتحضر يعاقب فاعله بالعزل والفصل من عمله فى أمريكا!! دعك من تقليد اللهجة بالشكل المستخف دا ..”
وانخرط الممثل المصري عمرو واكد في النقاش، إذ غرد قائلا :”الديون التي يعتمدها فرد دون رقيب يدفعها أجيال من شعب. أما ديون العنصرية دون رقيب أيضاً يدفعها أجيال شعبين.إحنا آسفين يا أحفادنا ويا أحفاد السودان.”
إلى شيماء سيف: لا أعلم أي معتوه عديم الاخلاق أشار عليك بفكرة التمثيل مع دهن الوجه باللون الأسود والسخرية من أهل السودان، لكن دورك هذا حلقة في سلسلة استعراض الانحطاط الأخلاقي الذي وصل له الإعلام المصري، والذي لا يمثل أي مصري محترم.
ثم أنك غير متقنة للهجة ولست خفيفة دم في هذا الدور— Alyaa Gad, MD (@AlyaaGad) May 11, 2019
في وقت يتحدث العالم بكل لغاته وإعلامه ومثقفيه بإكبار وإعجاب عن الثورة السودانية والدور الرائد للمرأة، يخرج علينا برنامج رمضاني كوميدي – مجازا – ليسىء لهذا الشعب العظيم. هذا الشعب أكبر وأنبل وأعظم من هذا الانحطاط، وهو مشغول بما هو أهم من هذه التفاهة. #اعتصام_القياده_العامه
— خالد عويس (@khalidewais) May 10, 2019
بين العنصرية والسخرية… شعرة!
“ما شهدته في الدراما العربية في السنوات الأخيرة هو كوميديا اجتماعية مغلفة بالعنصرية “، واصفاً بأن السودان عريق بثقافاته الكبيرة والمتداخلة منذ قديم الزمان وحتي من قبل الاستقلال ورفع العلم السوداني في البلاد” . هكذا علق فارس عبد اللطيف مخرج برنامج “زول كافيه ” السوادني الساخر على الجدل القائم على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار فارس إلى أن هذا “التنميط الجارج” كان المحرك الأساسي وراء انطلاق برنامجهم الكوميدي الذي يحاول التصدي لـ “الأفكار المغلوطة التي رسمتها الدراما العربية للشخصية السوادنية”.
ويستدرك: “طبعا لا يمكننا التعميم فعلى سبيل المثال نجح المسلسل الكوميدي السعودي طاش ما طاش في محاكاة السوادني دون السقوط في الابتذال أو العنصرية لكنه في ذات الوقت حافظ على عنصر الإضحاك.”
ويمضي بالقول ” بعض المشاهد في الدراما الكوميدية العربية المصرية والكويتية انطوت على جرعات استعلاء وتنميط عنصري عالية حيال الشخص السوادني من خلال تقديمه في صورة الكسول الذي لم يستفد حتى من ثرواته الطبيعية. لذا فإن حصر شعب ما في صورة معينة هو في حد ذاته إقصاء.”
ويتابع ” يميل بعض الممثلين الدراميين إلى تحريف اللهجة أو صبغ وجهه بالأسود عند تجسيد شخصية سوادني أو رجل أسود غير مدرك بأن المشهد يشي بجهله بثفاقة السودان الذي يضم مزيجاً من الأعراق والألوان. “
وقد تضمنت بعض المشاهد الدرامية العام الماضي مفردات تحط من ذوي البشرة السوداء، كما يقول فارس عبد اللطيف .
ويستدل على ذلك بمشهد من مسلسل عزمي وأشجان الذي جسد دور امرأة سودانية وصفت بـ”أم وش هباب” في إشارة إلى لون بشرتها.
ويرجع عبد اللطيف الصورة التي تروجها بعض القنوات العربية عن الشعب السوداني إلى ضعف الإعلام والإنتاج الدرامي في بلاده .
ناصر القصبي مثلاً قلد السوداني لكنه كان اكثر عمقاً لأنه(مثقف) فمضى في خصائل وصفات السوداني (طريقة الكلام.التنظير احياناً وإدعاء الثقافة. الكرم .الخ) قبلها السوداني بصدر رحب وبكل الحب لأن ناصر غاص في تفاصيل شخصيته(سالبهاوموجبها)ولم يختذله في شكل ولون كمافعلت الجاهلة #شيماء_سيف
— yasir (@yasir41453500) May 11, 2019
#الشقلباظ برنامج سخيف جدا أساء تصوير المجتمع النسائي السوداني بكل الطرق قبل ذلك من المفترض يتم درس سلوكيات السودانيين وفهم اللهجه السودانيه حتى بعد ذلك يتم العمل على البرنامج
أفضل شخصية اجادت تمثيل الشخصية السودانيه هو #ناصر_القصبي قمه في الأداء واحترام الهويه السودانيه تحيه لك pic.twitter.com/6FrRb1ardJ— zaery (@zaerye) May 10, 2019
وقبل عام، فجر المسلسل الكويتي “بلوك غشمرة” موجة غضب عارمة لعرضه حلقة اعتبرها السودانيون مسيئة لهم وتصورهم وكأنهم لا يستطيعون الكلام ويميلون للنوم.
كما تسبب مسلسل “أبو عمر المصري”بأزمة دبلوماسية بين جمهورية مصر و جمهورية السودان، استدعت على إثرها وزارة الخارجية السودانية السفير المصري لما لمست في المسلسل إيحاء بأن السودان بلد مصدر للإرهاب.
وبينما ينظر البعض إلى تنميط الشخصيات السودانية في الدراما العربية على أنه فعل قصدي ذو أهداف سياسية، يصفه البعض الآخر بالعفوي ويستغرب الانتقادات التي طالته .
خلينا نكون عميقين شوية #شيماء_سيف فى قناة ام بى سى #قناة_ليبا_الحرة الاتنين ديل عملو مقالب اهانه للسودانيين هل تفتكرو الموضوع ده ساى كده ما اعتقد فى حرب شغاله شديد فى الاعلام وده سلاح فى يد السعوديين والمصريين والامارتيين عاوزين يفشلو السودان لانو بقى حديث العالم لانو الناس ..
— ولد لبات 🔛 (@ridabond) May 12, 2019
الفن رسالة عميقه للأسف لا يعيها ولا يدركها الكثير من من هم في الساحه اصبحو يعملون من أجل المال وابواق للأنظمة الدكتاتوريه شعب السودان اعظم ما ان ينتقص منهو امثالك انتي نكرة وها قد اشتهرتي على أيدي السودانين #شيماء_سيف
— Hammady (@Hamed04938051) May 12, 2019